(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بما ينالهم بسببها من التنغيص والحسرة.
أما الأموال
فلأنهم يلاقون النّصب والتعب فى جمعها واكتسابها ، ويلاقون ما هو أشد من ذلك فى
حفظها وصونها من الهلاك ، فالمشغوف بالمال يكون أبدا فى تعب الحفظ والصون ، وهو مع
ذلك لا ينتفع إلا بالقليل منها كما قال عليه الصلاة والسلام «مالك من مالك إلا ما
أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت».
وأما الأولاد
فإنهم يرون أنهم قد نشئوا فى الإسلام واطمأنت به قلوبهم ، فهم يجاهدون فى سبيل
الله بأنفسهم وأموالهم ، وربما ماتوا فى الغزو ـ فيجزعون أشد الجزع ، إذ لا
يعتقدون شهادتهم ، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وأن الاجتماع بهم قريب كما يعتقد
المؤمنون.
(وَتَزْهَقَ
أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) أي ويموتون ويهلكون وهم كافرون ، فيعذبون بها فى الآخرة
إثر ما عذّبوا بها فى الدنيا ، لموتهم على الكفر الذي يحبط أعمالهم.
الفرق (بالتحريك)
الخوف الشديد الذي يفرق بين القلب وإدراكه ، والملجأ : المكان الذي يلجأ إليه
الخائف ليعتصم به كحصن أو قلعة أو جزيرة فى بحر أو قنّة فى جبل ، والمغارات :
واحدها مغارة وهى الكهف فى الجبل يغور فيه الإنسان ويستتر والمدّخل (بالتشديد)
السرب فى الأرض يدخله الإنسان بمشقة ، والجماح : السرعة التي تتعذر مقاومتها.